استضاف اتحاد الصحفيين الأفارقة (FAJ) إلى جانب مفوضية الاتحاد الإفريقي – إدارة الشؤون السياسية والسلام والأمن – حدثاً رسمياً موازياً خلال القمة الإفريقية الثانية للمناخ المنعقدة في أديس أبابا، إثيوبيا، بتاريخ 9 شتنبر. وقد تناولت النقاشات كيف تعزز الصحافة السلام والأمن المناخي تحت شعار: “من الأزمة إلى الصمود: تعزيز العدالة المناخية والسلام والأمن في إفريقيا”.
افتتح السفير بانكولي أديوي، مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، الحوار رفيع المستوى مؤكداً على ضرورة التحرك العاجل. وقال: “إفريقيا في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ. ودور الإعلام، ممثلاً هنا باتحاد الصحفيين الأفارقة، أساسي في صياغة روايات دقيقة، شاملة، وموجهة نحو الفعل. من خلال نقل قصص الأكثر تأثراً، يضمن الإعلام المساءلة ويحشد المواطنين والقادة للتحرك بجدية.”
من جهته، شدّد بارفيه أونانغا-أنيانغا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي (UNOAU)، على قيمة التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في ربط الأمن المناخي بجهود السلام والاستقرار في القارة. وأكد أن الأمم المتحدة تقدم دعماً قوياً وواسعاً للاتحاد الإفريقي ولدوله الأعضاء لمواجهة أزمة المناخ، من خلال إشراك الجميع، بمن فيهم الصحفيون الذين يسهلون فهم النتائج العلمية والخيارات السياسية بالنسبة للمجتمعات والقادة والشركاء، قبل وأثناء وبعد الأزمات المناخية.
بدورها، جددت الدكتورة باربل كوفلر، كاتبة الدولة البرلمانية بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، دعم ألمانيا للمبادرات الإفريقية في مجالي المناخ والسلام، وكذا لحماية الصحفيين باعتبار الإعلام الحر حجر الزاوية للعالم أجمع. وشددت على أهمية المعلومة الموثوقة في معالجة انعدام الأمن المناخي والتحديات التي يواجهها الناس، بما في ذلك مكافحة التضليل والمعلومات الزائفة. كما رحبت بالشراكات التي تجمع بين الاتحاد الإفريقي والحكومات والصحفيين لتعزيز نزاهة المعلومات، تقوية المساءلة، وتوجيه الموارد نحو المجتمعات الأكثر تضرراً من آثار المناخ.
وتحدثت يوديت زينيبي ميكوريا، مديرة مكتب أوكسفام في إثيوبيا، عن الخبرات الميدانية من عمل أوكسفام في إثيوبيا وعبر إفريقيا، مشيرة إلى أن الصحافة ترفع أصوات المجتمعات، وتوثق النزوح وانعدام الأمن الغذائي المرتبط بالمناخ، وتساعد في ضمان أن خطط التكيف تستجيب لاحتياجات النوع الاجتماعي وسبل العيش والحماية. ودعت إلى تعزيز العدالة الجندرية في العمل المناخي، مؤكدة أن النساء والفتيات يتحملن أعباء غير متناسبة، وشجعت على تعاون أعمق بين الصحفيين وباقي الفاعلين لضمان أن البيانات والتجارب الحية تغذي السياسات وإيجاد الحلول والتمويل المناخي الكافي.
أما أنطوني بلانجيه، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)، فقد رحب بانخراط الاتحاد الإفريقي مع الصحفيين الأفارقة، وأكد أن الصحافة منفعة عامة تُعلم وتثقف الشعوب. وبيّن أن للصحفيين عبر إفريقيا دوراً لا غنى عنه في أجندة المناخ والسلام والأمن، داعياً إلى استثمارات جادة في الصحافة التي تقود العمل المناخي. كما أوضح أن الأمن المناخي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالانتقالات العادلة، وحثّ غرف الأخبار على تتبع الوعود والسياسات والإجراءات وآثارها على العمال وضمانات المجتمعات، حتى يتمكن الجمهور من قياس النتائج مقابل الالتزامات، مع ضمان حماية الصحفيين ليقوموا بعملهم بحرية وأمان.
من جانبه، أكد عمر فاروق عثمان، رئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة (FAJ)، التزام الاتحاد بجعل الصحافة محركاً لأجندة الأمن المناخي في إفريقيا من أجل السلام والاستقرار. واستعرض نتائج المنتدى التمهيدي المنعقد يومي 6 و7 شتنبر، والذي ركز على الأمن المناخي، مبادئ الانتقال العادل، والتوصيات العملية. كما شدد على ضرورة تعزيز بروتوكولات السلامة، وبناء قدرات غرف الأخبار في التغطية المناخية، وتعميق التعاون مع الاتحاد الإفريقي، وشركاء الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، حتى تسهم الصحافة في اتخاذ قرارات تحمي الإنسان والبيئة، مع التأكيد على حفظ نزاهة المعلومات بمواجهة التضليل والمعلومات المضللة التي تفاقم المخاطر المناخية وتهدد السلم والاستقرار.
وأجمع المتحدثون على أهمية إشراك مختلف الأطراف المعنية في قضايا المناخ والسلام والأمن، باعتبار ذلك أساسياً لدور الصحافة في صياغة الرواية الإفريقية. ودعوا بصوت واحد إلى الإسراع في استكمال واعتماد وتنفيذ الموقف الإفريقي المشترك حول المناخ والسلام والأمن من طرف الاتحاد الإفريقي؛ واعتماد سياسات تكيف تراعي النوع الاجتماعي؛ وتشجيع صحافة تراعي النزاعات في السياقات المتأثرة بالمناخ؛ وتأمين تمويل مناخي يعكس احتياجات المجتمعات، بما في ذلك النساء والفئات المهمشة. كما حثوا غرف الأخبار على متابعة التغطية والمراقبة بشأن انعدام الأمن الناتج عن المناخ والذي يقوض سلم إفريقيا واستقرارها، وعلى تتبع التزامات الانتقال العادل، بما في ذلك الوظائف والحماية الاجتماعية وضمانات المجتمعات، مع الحفاظ على نزاهة المعلومات.
وقد أتاح هذا الحدث الرسمي بفضل دعم الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) ومنظمة أوكسفام الدولية. وخلال الاجتماع، قدّم رئيس FAJ، عمر فاروق عثمان، “إعلان أديس أبابا حول الإعلام والمناخ والسلام والأمن والعدالة”، الذي تم اعتماده خلال المنتدى التمهيدي للقمة الإفريقية الثانية للمناخ المنعقدة في 6-7 شتنبر 2025، إلى السفير بانكولي أديوي، مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن.
