قال الزميل عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن منهجية التشاور والتشارك التي اعتمدت في مراحل سابقة، وأثمرت نتائج هامة ووازنة، بداية من المناظرة الوطنية الأولى للإعلام التي نظمت سنة 1993، و مثلت بحق منعطفا حاسما في تاريخ المشهد الإعلامي الوطني، ومرورا بالمناظرة الوطنية الثانية للإعلام التي جرت في بحر سنة 2005،واثمرت نتائج وازنة ن من عقد البرنامج والاتفاقية الجماعية وغير ذلك، تم تعطيل هذه المنهجية، وتم التنكر لها لفترة تجاوزت نصف عقد من الزمن. واليوم حينما تعاد الحياة لهذه المنهجية فإننا نسجل أهمية هذه المبادرة، ونشكر القائمين عليها.
وأضاف نقيب الصحافيين أن ما ينتظرنا من استحقاقات وتحديات وإكراهات يفرض أن تمثل هذه المبادرة فتحا كبيرا لآفاق جديدة، نعول على أن يتم التركيز خلالها على توفير الأجوبة المقنعة والواضحة لرزمة كبيرة من الأسئلة التي ظلت عالقة لحد اليوم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الزميل عبدالله صبيحة اليوم الأربعاء 05 يناير 2022 في افتتاح أشغال اللقاء التشاوري التي نظمته وزارة الثقافة والشباب والتواصل حول موضوع “أي خيارات لمواجهة التحديات الجديدة و كسب رهان التأهيل ؟” والتي تضمنت مواقف النقابة الثابتة إزاء مجمل قضايا المهنة و المهنيين.
وأشار الزميل البقالي إلى أن التواصل لم ينقطع طيلة العقود الماضية، ومكننا من التشاور في مجمل القضايا والإشكاليات التي واجهت المشهد الإعلامي الوطني.
وأشار الزميل النقيب إلى أن الخلاصة الرئيسية التي تتطلب منسوبا عاليا من الجرأة للجهر بها، تتمثل أساسا في أن معالم الأزمة في هذا القطاع الاستراتيجي زادها الزمن استفحالا وتعقيدا، لأن العلاج لم يكن في حجم وخطورة الداء، مضيفا أننا في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، نراهن على هذه المبادرة لتعبيد طريق جديدة تنتهي بنا إلى نتائج هامة، ولنا أكثر من مبرر لهذا الرهان.
وأوضح الزميل البقالي انه من جهة، نستشف إرادة واضحة لدى السلطات الحكومية المختصة، خصوصا السيد الوزير المكلف بالميزانية الذي جمعتنا به أكثر من مناسبة، ووجدنا فيه باستمرار المخاطب ذي المصداقية، الواضح في خطابه، والملتزم بالاتفاقات والتعهدات.
وقال الزميل عبدالله أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تابعت بارتياح كبير مجمل المبادرات التي أقدم عليها منذ تحمله المسؤولية الحكومية، خصوصا تصريحاته المناصرة للمطالب الاجتماعية والمهنية للصحافيين والصحافيات، مضيفا أن النقابة تثق في إرادة باقي الشركاء الحاضرين في هذا المحفل. ومن جهة أخرى، يعتبر أن الظرفية مناسبة جدا لإثمار نتائج وحلول لمجمل القضايا والإشكاليات.
وأكد الزميل رئيس النقابة، أن المقاولة الصحفية هي مستقبل الصحافيات والصحافيون المغاربة، وتطور هذه المقاولة يعني تطور الأوضاع المادية والمهنية للموارد البشرية العاملة بها، والعكس، لا قدر الله، صحيح.
كما أكد الزميل النقيب، أن أوضاع المقاولة الصحافية في بلادنا لا تسر الناظرين، فبالأحرى العاملين بها، وأننا لازلنا نواجه إشكالا حقيقيا فيما يتعلق بالنموذج الاقتصادي للمقاولة الصحافية الوطنية، وأن الدعم المالي السخي الذي استفادت منه عشرات المقاولات الصحافية الوطنية لم يحقق النتائج المرجوة منه لأنه ، على مستوى الواقع، لم يثمر نتائج هامة وواضحة ومؤثرة بالنسبة للاستثمار والتكوين والنهوض بأوضاع العاملين،

وألح الزميل عبد الله على نموذج دعم يرتهن إلى تحملات واضحة ودقيقة ، تركز على ترشيد الاستثمار النافع الذي يلائم التحولات التكنولوجية الحاصلة في القطاع، ويحقق إدماجا حقيقيا في هذه التحولات، كما يجب أن تركز هذه التحملات على قضية التكوين، والتكوين المستمر في التقنيات الجديدة لمسايرة المنحى الجديد للاستثمار الذي نطالب به، وأيضا التكوين في المجالات المرتبطة بتدبير المقاولة.
كما أكد الزميل البقالي، أن تركز هذه التحملات على النهوض بالأوضاع الاجتماعية للصحافيين والصحافيات، مسجلا أن الصحافي المغربي يعتبر أقل دخلا مقارنة مع باقي جميع الأطر الوطنية المستغلة في حقول التعليم العالي والطب والمحاماة والهندسة وغيرها من المهن المقارنة، وهم أقل تكلفة في عملية الإنتاج الصحافي، ففي بعض الحالات فإن كلفة الورق والطباعة مثلا تفوق كلفة جميع أجور الصحافيين العاملين في المقاولة الصحافية الوطنية.
وأشار الزميل عبد الله، إلى الاتفاقية الجماعية التي تم التوقيع عليها سنة 2005 نص بند منها على مراجعتها بعد مرور خمس سنوات من عمرها، وها نحن قد مرت 17 سنة دون أن يقتنع باقي الشركاء من ناشرين وحكومة بضرورة احترام ما تم التوقيع عليه.
وألح الزميل عبدالله على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعتبر النهوض بالأوضاع المادية والمهنية للصحافيين والصحافيات أولوية الأولويات، وأن موقفنا من أي نموذج دعم جديد سيتم اعتماده، سيرتهن إلى هذا العامل الرئيسي، وإلى ضرورة التنصيص صراحة على اشتراط تطبيق الاتفاقية الجماعية بالاستفادة من الدعم، وإلى الاستجابة إلى طلبنا بأن تكون النقابة ممثلة في لجنة الدعم، مع تذكيرنا بأن صيغة وطريقة الدعم التي اعتمدت طوال السنين الماضية لم تحقق لنا كمهنيين ما كان مأمولا من الدعم.
وختم الزميل عبدالله مداخلته بأن المطالبة بتجويد المنتوج الصحافي يتطلب ويستوجب النهوض بالأوضاع المادية للمنتجين للمحتوى الصحافي، ولذلك كله وغيره كثير فإننا ننتظر من شركائنا التفرغ عاجلا للاشتغال على مشروع جديد للاتفاقية الجماعية، مضيفا أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية اشتغلت منذ مدة تجاوزت السنتين على مشروع اتفاقية جماعية جديدة، ويشرفنا أن يكون شركاؤنا أول المطلعين عليها، ونأمل أن تلقى منهم التجاوب الذي عهدناه فيهم.
حضر هذا اللقاء ألتشاوري كل من : الوزير المكلف بالميزانية، وزير الثقافة والشباب والتواصل، الزميل رئيس المجلس الوطني للصحافة والزملاء والزميلات ممثلي الهيآت المهنية.